سيّاح مسلمون في الأندلس
جمال الأندلس ساحر موجع.
في القلب حسرة على ما خسرناه هناك. و في الفؤاد أمل العودة، عسى الله أن يجعله قريبا.
لاحظت في السنوات الأخيرة، زيادة نسبة السياح المسلمين إلى الأندلس، للتأمل في مجد ضيّعه أجدادنا، و دعوني أقول: للوقوف على الأطلال.
قد يقول البعض: هي فرصة لنعرف تاريخنا و نعزم على استرداد هذا الكنز المفقود.
جميل .. لكن !
أنتم تدفعون أموالا ـ غالبا باهضة ـ و تجعلون الإسبان يجنون منا الثروات.. في المقابل، هم يمنعون "مجرد" ركعتين في جامع قرطبة، بل و يعاقبون من يفعل ذلك. هم رغم مرور السنين يحتفظون بذات الحقد تجاه المسلمين.
لن أطيل الحديث، لكن تخيلوا معي: إذا حدث ـ لا قدر الله ـ و إن احتلّ اليهود القدس كاملة، هل سترضى أن يذهب أحفادك ،بعد عقود مثلا، إلى القدس كسيّاح، و أن يدفعوا المال للإسرائيليين مقابل ذلك؟
أترك لكم الإجابة ..
عن جمال الأندلس، يتحدّث ابن حزم في كتابه "طوق الحمامة" فيقول:
"فجلنا ساعة ثم أفضى بنا القعود إلى مكان دونه يتمنى، فتمددنا في رياض أريضة، وأرض عريضة لبصر فيها منفسح، وللنفس لديها مسرح، بين جداول تطرد كأباريق اللجين وأطيار تغرد بألحان تزري بما أبدعه معبد، والغريض، وثمار مهدلة قد ذللت للأيدي ودنت للمتناول، وظلال مظلة تلاحظنا الشمس من بينها فنتصور بين أيدينا كرقاع الشطرنج والثياب المدبجة، وماء عذب يوجدك حقيقة طعم الحياة وأنهار متدفقة تنساب كبطون الحيات لها خرير يقوم ويهدأ، ونواوير مونقة مختلفة الألوان تصفقها الرياح الطيبة النسيم، وهواء سجسج، وأخلاق جلاس تفوق كل هذا، في يوم ربيع ذي شمس ظليلة، تارة يغطيها العيم الرقيق والمزن اللطيف، وتارة تتجلى، فهي كالعذراء الخفرة والخريدة الخجلة تتراءى لعاشقها من بين الأستار ثم تغيب فيها، حذر عين مراقبة."
1 commentaires:
Enregistrer un commentaire