أريده ملتزما



سألتْها : لماذا ترفضين كل من يتقدم إليك، لم تعودي ابنة العشرين !
لم يرُق لها السؤال، فأجابت بشيء من العصبية : و من الذي تقدم إلي ؟ أخبريني !
كانت تتوقع ردة فعلها  لكنها واصلت كأنها تريد استجوابها :
ـ هم كثر، لم لا تعترفين؟ فلان و فلان و فلان ، ذوو مكانات مرموقة و من عائلات عريقة... ما الّذي  تعيبينه فيهم ؟ عمّن تبحثين؟
ـ أريده ملتزما، هذا يكفيني !
ـ و ماذا يعني "زوج ملتزم" ؟ كل من تقدموا لك كانوا من المصلين ...
ـ أعلم ذلك .. لكنه ليس كافيا .. أنا أبحث عن أصحاب الهمم العالية ، لا أحب التافهين !
ـ لم أفهم.. كيف يجب أن يكون ؟
ـ أريده أن يكون ذا خلق حسن، هادئ الطبع ، كاظم الغيظ ، صادقا،متفهّما، محبّا، كريما، صبورا، حنونا...
أريده أن يكون ملتزما بما جاء في الكتاب و السُّنّة، مثقّفا، متعلّما، متقنا لعمله، غيورا ، قويّا ، أمينا ...
أريده محافظا على صلاة الجماعة، صوّاما ، قوّاما، حافظا للقرآن،  متفقّها في الدّين...
أريده جدّيا، مستقيما ،قليل الكلام، حكيما، رصينا ...
ـ إذن عمّاذا ستتنازلين ؟
ـ لا يهمّني إن كان له بيت أو سيّارة فخمة أو مال كثير ... لا يهمّني إن كانت عائلته بسيطة أو ثرية ... لا يهمّني من أين أتى و أين يعيش ... لن يهمّني شكله كثيرا ما دمت سأرضى منه الخلق و الدّين ...
ـ و في المقابل ماذا ستقدّمين ؟
ـ سأكون له زوجة مخلصة مطيعة، صابرة قنوعة، أصونه في   بيته و ماله و عرضه و وولده ، و أكون له نعم المعين ...
سأنجب له صلاح الدّين...
سنتعاون حتّى نصير ممن "كانوا قليلا من اللّيل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون" ...
سنعمل معا على رفع راية هذا الدّين ...
سأحبّه و أغار عليه حتّى من الحور العين ...
س...
قاطعتها قائلة : على رسلك ! هل تعين ما تقولين ؟ ألا تعتقدين أنك تبالغين ؟
ـ ماذا تعنين ؟
ـ تريدين كل هذا لكن هل أنت حقّا ملتزمة ؟ هل أنت فعلا "ذات الدّين" ؟
فاجأها السّؤال ... صمتت قليلا ، راجعت نفسها لبرهة ... لم تجب ...
فواصلت صاحبتها : هل أنت صوّامة، قوّامة، حافظة للقرآن، عالمة و متفقّهة في الدّين ؟
أجابت مرتبكة : أصوم حين أستطيع ... أقوم أحيانا ... أحفظ من القرآن الشّيء اليسير ... وقتي ضيّق... دراستي تشغلني ... لكنّي عازمة على ذلك ... أنت تعلمين ...
ـ إذن لماذا تأمرين غيرك بالبرّ و نفسَك تنسين ؟ ماذا تنتظرين ؟
الطيّبون للطيّبات ... أظنّك تدركين ...
 لا تتنازلي عن صاحب الخلق و الدّين، و إيّاك و الرّضا بالعيش مع المثبطين ! و لكن أصلحي نفسك أولا ، كوني له كما تريدين أن يكون هو لك ، و سوف ترين ! توكّلي على اللّه و كوني من المخلصين، يرزقْك من فضله من حيث لا تحتسبين

CONVERSATION

7 commentaires:

  1. assalémou 3alaykom
    giga-fantastique chère lo2lo2 :))
    je te dédie un extrait de "زاد المعاد في هدي خير العباد" de "إبن القيم"

    " "وَالْمَقْصُودُ أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى اخْتَارَ مِنْ كُلِّ جِنْسٍ مِنْ أَجْنَاسِ الْمَخْلُوقَاتِ أَطْيَبَهُ ، وَاخْتَصَّهُ لِنَفْسِهِ وَارْتَضَاهُ دُونَ غَيْرِهِ ، فَإِنَّهُ تَعَالَى طَيِّبٌ لَا يُحِبُّ إِلَّا الطَّيِّبَ ، وَلَا يَقْبَلُ مِنَ الْعَمَلِ وَالْكَلَامِ وَالصَّدَقَةِ إِلَّا الطَّيِّبَ ، فَالطَّيِّبُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ هُوَ مُخْتَارُهُ تَعَالَى .
    وَأَمَّا خَلْقُهُ تَعَالَى فَعَامٌّ لِلنَّوْعَيْنِ ، وَبِهَذَا يُعْلَمُ عُنْوَانُ سَعَادَةِ الْعَبْدِ وَشَقَاوَتِهِ ، فَإِنَّ الطَّيِّبَ لَا يُنَاسِبُهُ إِلَّا الطَّيِّبُ وَلَا يَرْضَى إِلَّا بِهِ ، وَلَا يَسْكُنُ إِلَّا إِلَيْهِ ، وَلَا يَطْمَئِنُّ قَلْبُهُ إِلَّا بِهِ ، فَلَهُ مِنَ الْكَلَامِ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ الَّذِي لَا يَصْعَدُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى إِلَّا هُوَ ، وَهُوَ أَشَدُّ شَيْءٍ نُفْرَةً عَنِ الْفُحْشِ فِي الْمَقَالِ ، وَالتَّفَحُّشِ فِي اللِّسَانِ وَالْبَذَاءِ وَالْكَذِبِ وَالْغِيبَةِ وَالنَّمِيمَةِ وَالْبُهْتِ وَقَوْلِ الزُّورِ وَكُلِّ كَلَامٍ خَبِيثٍ .
    وَكَذَلِكَ لَا يَأْلَفُ مِنَ الْأَعْمَالِ إِلَّا أَطْيَبَهَا ، وَهِيَ الْأَعْمَالُ الَّتِي اجْتَمَعَتْ عَلَى حُسْنِهَا الْفِطَرُ السَّلِيمَةُ مَعَ الشَّرَائِعِ النَّبَوِيَّةِ ، وَزَكَّتْهَا الْعُقُولُ الصَّحِيحَةُ ، فَاتَّفَقَ عَلَى حُسْنِهَا الشَّرْعُ وَالْعَقْلُ وَالْفِطْرَةُ ، ..........
    " " وَلَهُ أَيْضًا مِنَ الْأَخْلَاقِ أَطْيَبُهَا وَأَزْكَاهَا ، كَالْحِلْمِ وَالْوَقَارِ وَالسَّكِينَةِ وَالرَّحْمَةِ وَالصَّبْرِ وَالْوَفَاءِ ، وَسُهُولَةِ الْجَانِبِ وَلِينِ الْعَرِيكَةِ وَالصِّدْقِ ، وَسَلَامَةِ الصَّدْرِ مِنَ الْغِلِّ وَالْغِشِّ وَالْحِقْدِ وَالْحَسَدِ ، وَالتَّوَاضُعِ وَخَفْضِ الْجَنَاحِ لِأَهْلِ الْإِيمَانِ ، وَالْعِزَّةِ وَالْغِلْظَةِ عَلَى أَعْدَاءِ اللَّهِ ، وَصِيَانَةِ الْوَجْهِ عَنْ بَذْلِهِ وَتَذَلُّلِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ ، وَالْعِفَّةِ وَالشَّجَاعَةِ وَالسَّخَاءِ وَالْمُرُوءَةِ ، وَكُلِّ خُلُقٍ اتَّفَقَتْ عَلَى حُسْنِهِ الشَّرَائِعُ وَالْفِطَرُ وَالْعُقُولُ ... " صفحة 66-65

    A souligner: إِنَّ الطَّيِّبَ لَا يُنَاسِبُهُ إِلَّا الطَّيِّبُ
    ;)

    _____
    KaRima

    RépondreSupprimer
  2. @ Deceazed Fella :
    بارك الله فيك تاتاشي :)
    @ Prima :
    إلي عند ربي موش بعيد ؛) هوكا حطيت الوصفة السحرية عاد :))
    @ Morjena :
    مرحبا بيك ، إن شاء الله تكون بخير :) ربي يرزقك و يرزقنا الكل الي نتمناو :)
    @ KaRima :
    جازاك الله كل خير على هذا المقطع الرائع ، و شكرا على كل شيء :))

    RépondreSupprimer
  3. C'est toujours un plaisir de lire tes notes amma bellehi mat8allich 3lina el 3icha barcha :p

    RépondreSupprimer
  4. مرحبا بيك و بارك الله فيك :)
    التدوينة هذية ماكانش الهدف منها "رفع سقف المطالب" :)) البنية الي تحكي تحلم بزوج مثالي و تشيّع لبعيد :) ( موش معناها مستحيل تلقاه )، و درجة الإلتزام متاعها ما توصلهاش للي تحلم بيه و هذية هي النقطة الي حبيت نركز عليها ؛)
    الإنسان يصلح روحو قبل، و ربي سبحانه ما يخيبوش، إن شاء الله :)
    والسلام

    RépondreSupprimer

Back
to top