قلة ذوق






أنطقها باللهجة الشامية الرقيقة .. قلة ذوق..

كم هي منتشرة .. في البيت، في الشارع، في المدرسة، في العمل ..

قلة ذوق في حركاتنا، في كلماتنا، بل و أحيانا في سكناتنا ..

أن تُقرئ السلام على جميع من في القاعة، فينظر إليك كلهم، و لا تسمع سوى تمتمة ، بل و أحيانا لا ينبس أحد منهم ببنت شفة .. قلة ذوق

أن تبتسمي إلى امرأة اعترضت طريقك و التقت نظراتها بنظراتك، فتستمر في عبوسها و كأن الإبتسام أمر مكلف.. بل و كأنك تهددينها بحركتك العفوية.. قلة ذوق

أن تكلم الزوجة زوجها، فيرد بجفاء، دون تحية و لا سلام :"آش تحب؟ " ثم يغلق الهاتف دون وداع .. قلة ذوق

أن تجلس مع والدتك تتناول الطعام و لا تشكرها على مجهودها و لا تثني على عطائها .. بل و تتجرأ أحيانا على التضجر أمامها .. قلة ذوق

أن تصعد القطار محملا بالحقائب، فتجد الرجل جالسا و بجانبه مقعد شاغر وضع عليه حقيبته، تستأذنه للجلوس فيقول لك: محجوز .. قلة ذوق

أن تضع كتابا تقرؤه، فتسمع صخب الموسيقى ينبعث من هاتف الشاب الجالس وراءك، بلا مبالاة .. قلة ذوق

أن تضطر لسماع مكالمة هاتفية بين خطيبين،
و تمتلئ أذنيك رغم أنفك  بميوعة ركيكة مع عبارات من هذا القبيل: " هذا كلام تقوله يا رأس اللحم ؟!" .. قلة ذوق

أن تمشي في الطريق، فيسعل الرجل أمامك و يبصق في الأرض، فيقرفك و يقرف كل من يمر وراءه .. قلة ذوق و قرف..

أن تخاطب مخالفيك بلسان سليط و كلام بذيء، مهما كانت أفكارهم .. قلة ذوق و سوء خلق

أن تكتب عبارات سوقية ، و لو كان لنصرة حق.. قلة ذوق 

أن تسخر من هيأة شخص لم يؤذك ، فقط لأنك لا تشاركه قناعاته.. قلة ذوق و تعصب

أن يدخل مريض العيادة يتململ و لا يكف عن الشكوى و التسخط من خدمات المستشفى، ثم لا يتوانى عن مقاطعتك و الرد على هاتفه وأنت تخاطبه.. دون اعتذار .. قلة ذوق و قلة احترام

أن يواصل الشكوى عند سؤاله فَيَروي لك مشاكله و يشتكي من خطيبته "مِعكة، تكسّر الكرايم" .. قلة ذوق 

أن تفسر لمريض كيفية تناول جرعات الدواء، و تلتفت لزوجته كي تُفهمها هي الأخرى، فيمزح قائلا "بهيمة ما تفهم شيء هاكي" .. قلة ذوق..
 و الأدهى من ذلك، أن تضحك الزوجة ملء شدقيها .. قلة ذوق و غباء

أن  يستشيط الطبيب غضبا و يصرخ  لأنه خرج لتوِّه متعبا من غرفة العمليات فلحقت به أمّ حائرة تسأله قلقة عن حال ابنها.. قلة ذوق وقلة أدب !

أن تنظر إلى طفل به تشوه، أمام والدته المتألمة منذ ولادته و تمعن النظر فيه، ثم تقول بلا حرج و لا مراعاة "خشمو معوّج.. ريت عينيه كيفاه؟" .. قلة ذوق 

أن تسدي خدمة لشخص ما، فلا يرى جميلك و لا يتفوه بكلمة شكر واحدة .. قلة ذوق

أن تتكلم مع صديق  أو أخ أو زميل، فلا ينظر إليك ، و يرد عليك بكلمات مقتضبة، كأنك كنت مصدر إزعاج لا غير .. قلة ذوق

و القائمة تطول .. و لكني أتوقف هنا و أقول 

ما أحوجنا إلى كثير من الذوق .. ما أحوجنا إلى حسن الخلق

CONVERSATION

4 commentaires:

  1. السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
    "باللهجة الشامية : "إلّة زوء
    - أعزك الله -
    ما أحوجنا إلى حسن الخلق و ما أحوجنا للعلم والعلم
    ( أحسب أن بعض ما تطرفت إليه يتجاوز قلة الأدب وقلة الذوق إلى كثيــــــر من الجهل والتخلف)

    نسأل الله العفو والعافية
    --

    تحياتي دكتورة ليلى ^^

    RépondreSupprimer
    Réponses
    1. و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
      آمين يا ربي
      تحياتي أخيتي ، يسعدني مرورك ^^

      Supprimer
  2. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    :D مرحبا بريمة وأخواتها

    ليلي يعطك الصحة في هالتدوينة الجميلة لا أدري لم ذكرني أسلوبك هذه المرة بالدكتور مصطفى محمود (احم احم ) على كل كيما قالت الزميلة مش قلة ذوق برك بل هي مصائب وكوارث بالجملة نسأل الله السلامة والعافية

    ربي يعطيك القوة بنيتي والصبر

    الحلم والأناة ..

    والله المستعان

    تحياتي لعزيزاتي

    :*

    RépondreSupprimer
    Réponses
    1. و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

      مرحبا ، نورت المحل :D

      آمين يا ربي ^^

      أيه كيف مصطفى محمود الله يرحمه، احم :p

      ربي يبارك فيك :)

      Supprimer

Back
to top