ذكريات من دمشق

 
ساحة الشهداء - دمشق

لم أستطع النوم تلك الليلة ... غدا أسافر
"استيقظي ليلى !" ، حان الوقت لنغادر

ها نحن ذا في الطائرة ... غفوت
وصلنا إلى ديار عامرة... حام حولها شبح الموت

نظرت من النافذة ... ليس هناك أشجار
؟!
صحراء قاحلة !؟ أم أضرموا فيها النار ؟


نزلنا أخيرا ... في دمشق ...
دقائق معدودة و ها نحن في "نجمة الشرق"
فندق بسيط ، صغير ...
وسط قلب نابض ... كبير

لمحت من الشرفة "ساحة الشهداء"
أراهم يُحملون على الأكتاف ... ليسوا أمو
اتا بل أحياء
في شوارع واسعة و حديقة غنّاء
ترعرعت و نمت في تربة مشبعة ... بالدماء

تجولت في "سوق الحميدية"
كلّما دخلت دكّانا، أكرموني بهديّة
أطربتني لهجتهم ... رنّت في مسامعي كألحان شجية
أشرت بيدي إلى شال معروض، فقال البائع "من عينيّ"
دغدغت كلماته خاطري فابتسمت ... بعفوية
رأيته اليوم يُعذَّب... بعد أن هتف بالحرية

وصلنا إلى "المسجد الأموي"، فأوقفتني طفلة عند الباب
نظرت إلي بحدّة : "هذا ليس بحجاب !
أطلبي من الحارس أن يأتيك بجلباب !"
أُخيّتي أين أنت الآن ؟ لقد هزّني ذاك العتاب

على الطريق السريعة ، رأيت لافتة كبيرة ... مريعة !
لبّيك يا ... أسد ؟!
صاحت الحناجر : بل لبّيك يا صمد !
خمد صاحب الصوت و اقتُلعت حنجرته ... فهل من مدد ؟

التفت إلينا سائق سيارة الأجرة : أنا من الجولان
انتقلت مع عائلتي للعيش هنا ، بعيدا عن العدوان ...
أدعوكم للعشاء في حفل زفاف الجيران
العروس كانت تنظر إلينا... من وراء القضبان
و العريس ابتسم ... فسطع نوره من تحت الأكفان

جلسنا على ضفاف "نبع بُقَين"
خرير المياه يداعب الأذنين
عائلات اجتمعت حوله ... و من مائه الزلال ارتوين
كم فيها من زوجات و أمهات بأفلاذ الأكباد ضحّين ؟

لن أنسى أبدا ما حييت، تلك الليلة على "جبل قاسيون"
اقشعر بدني حين رأيتهم فوق القمة ، في الرخاء، يدعون

رددت في نفسي آية : "ألا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ"
كم من درس لقنتموه إيّاي أيّها السوريّون !
لن يخذلكم اللّه أبدا مادمتم عليه تتوكلون
 و إنّ
كم ... إن شاء اللّه لمنتصرون


ما كتبته مبني على بعض الأحداث الواقعية
أذكر كيف قلت لوالدتي،عند مغادرة دمشق : أرجو أن أعود يوما لأستقرّ و أعيش هنا في سوريّة
 


فوق جبل قاسيون



CONVERSATION

4 commentaires:

  1. عزيزتي أظن أن ما كتبته جميل لدرجة أن الكل أمضى "بلا تعليق"

    :)

    RépondreSupprimer
  2. إن شاء الله :))
    شكرا أختي ^^

    RépondreSupprimer
  3. ça m'a rappelée plein de beaux souvenirs à damas je regrette avoir perdu le contact avec quelques amis syriens ils m'auraient peut etre confié ce qui se passe vraiment! tres beau yaatik essaha mais la vérité personne ne la connait!!!

    RépondreSupprimer
  4. ربي يعلم بشنوة قاعد يصير بالضبط.. ربي ينصرهم !
    أنت محظوظة لأن لك منهم أصدقاء :)
    بارك الله فيك و شكرا على مرورك ^^

    RépondreSupprimer

Back
to top